الحق العربي في الاختلاف الفلسفي / طه عبد الرحمن.

By: Material type: TextTextPublisher: الدار البيضاء، المغرب ؛ بيروت : المركز الثقافي العربي، 2014Edition: الطبعة الثالثةDescription: 211 صفحة ؛ 24 × 17 سمContent type:
  • نص
Media type:
  • بدون وسيط
Carrier type:
  • مجلد
ISBN:
  • 978-9953-68-409-3
  • 2129953684094
Subject(s): DDC classification:
  • 189.1 21 ع ط ح
LOC classification:
  • DS63.6 .A23 2014
Summary: إنه من المعلوم أنه ليس في شعب المعرفة الإنسانية واحدة اختلف فيها أصحابها اختلاف الفلاسفة في شعبتهم ؛ فما أن يدعي أحدهم دعوى حتى يقوم إليه من يعترض وعليها، وما أن يسلك في فكره طريقا حتى يبرز من يعارضه بطريق غيرها، وما أن يقيم بناء نظريته على قواعد معينة، حتى يأتي من بعده من يتولى هدم هذا البناء من أساسه، وما زالت الدعاوي المتعارضة والمسالك المتضاربة والنظريات المتنازعة تستبد بالممارسة الفلسفية كلها، حتى عد بعضهم هذا الاختلاف بين المشتغلين بالفلسفة مثلبة في باب المعرفة لا تعد لها مثلبة، استهزأ منها البعض أو استنكرها البعض الآخر، فإذا جاز أن يقدم الاختلاف الشديد بين الفلاسفة المتعاطين للنموذج الفلسفي الغربي، فلم لا يجوز أن يبلغ هذا الاختلاف الفلسفي الغاية في الاشتداد، حتى أنه لا ينفع معه إلا قطع الصلة بهذا النموذج والدخول في إنشاء نموذج فلسفي يضاهيه! ولعل هذا هو وضع المتفلسف العربي الذي يرى أن ثقافته القومية تكتسب من الصفات الإيجابية الخاصة ما يستوجب أن تتميز فلسفتها عن فلسفة الغير تميز ثقافته عن ثقافة هذا الغير، والذي يعلم على وجه القطع أيضا أن القدرة على الإبداع الفلسفي لا يمكن أن ترد على الثقافة القومية من خارجها، وإنما لابد من أن تنبعث من داخلها. وبناء على ذلك فإنه لا بد من الاجتهاد في إنشاء فلسفة خاصة بنا نحن العرب تختلف عن فلسفة أولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى إلى أن يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية.
Tags from this library: No tags from this library for this title. Log in to add tags.
Star ratings
    Average rating: 0.0 (0 votes)
Holdings
Item type Current library Call number Status Date due Barcode
book المكتبة الرئيسية The General Library 189.1 ع ط ح 2014 (Browse shelf(Opens below)) Available 1962-4503386
book المكتبة الرئيسية The General Library 189.1 ع ط ح 2014 (Browse shelf(Opens below)) Available 1962-4503387

ببليوجرافية : صفحة 205-211.

إنه من المعلوم أنه ليس في شعب المعرفة الإنسانية واحدة اختلف فيها أصحابها اختلاف الفلاسفة في شعبتهم ؛ فما أن يدعي أحدهم دعوى حتى يقوم إليه من يعترض وعليها، وما أن يسلك في فكره طريقا حتى يبرز من يعارضه بطريق غيرها، وما أن يقيم بناء نظريته على قواعد معينة، حتى يأتي من بعده من يتولى هدم هذا البناء من أساسه، وما زالت الدعاوي المتعارضة والمسالك المتضاربة والنظريات المتنازعة تستبد بالممارسة الفلسفية كلها، حتى عد بعضهم هذا الاختلاف بين المشتغلين بالفلسفة مثلبة في باب المعرفة لا تعد لها مثلبة، استهزأ منها البعض أو استنكرها البعض الآخر، فإذا جاز أن يقدم الاختلاف الشديد بين الفلاسفة المتعاطين للنموذج الفلسفي الغربي، فلم لا يجوز أن يبلغ هذا الاختلاف الفلسفي الغاية في الاشتداد، حتى أنه لا ينفع معه إلا قطع الصلة بهذا النموذج والدخول في إنشاء نموذج فلسفي يضاهيه! ولعل هذا هو وضع المتفلسف العربي الذي يرى أن ثقافته القومية تكتسب من الصفات الإيجابية الخاصة ما يستوجب أن تتميز فلسفتها عن فلسفة الغير تميز ثقافته عن ثقافة هذا الغير، والذي يعلم على وجه القطع أيضا أن القدرة على الإبداع الفلسفي لا يمكن أن ترد على الثقافة القومية من خارجها، وإنما لابد من أن تنبعث من داخلها. وبناء على ذلك فإنه لا بد من الاجتهاد في إنشاء فلسفة خاصة بنا نحن العرب تختلف عن فلسفة أولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى إلى أن يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية.

There are no comments on this title.

to post a comment.

Follow us

7GMR+2CM, Alhatmi, Doha, Qatar

library@daralkutub.qa

+974 4402 2138

Copyright © 2025 Dar Al-Kutub Al-Qatariya All Rights Reserved