الحق العربي في الاختلاف الفلسفي /
عبد الرحمن، طه، 1944-
الحق العربي في الاختلاف الفلسفي / طه عبد الرحمن. - الطبعة الثالثة. - 211 صفحة ؛ 24 × 17 سم
ببليوجرافية : صفحة 205-211.
إنه من المعلوم أنه ليس في شعب المعرفة الإنسانية واحدة اختلف فيها أصحابها اختلاف الفلاسفة في شعبتهم ؛ فما أن يدعي أحدهم دعوى حتى يقوم إليه من يعترض وعليها، وما أن يسلك في فكره طريقا حتى يبرز من يعارضه بطريق غيرها، وما أن يقيم بناء نظريته على قواعد معينة، حتى يأتي من بعده من يتولى هدم هذا البناء من أساسه، وما زالت الدعاوي المتعارضة والمسالك المتضاربة والنظريات المتنازعة تستبد بالممارسة الفلسفية كلها، حتى عد بعضهم هذا الاختلاف بين المشتغلين بالفلسفة مثلبة في باب المعرفة لا تعد لها مثلبة، استهزأ منها البعض أو استنكرها البعض الآخر، فإذا جاز أن يقدم الاختلاف الشديد بين الفلاسفة المتعاطين للنموذج الفلسفي الغربي، فلم لا يجوز أن يبلغ هذا الاختلاف الفلسفي الغاية في الاشتداد، حتى أنه لا ينفع معه إلا قطع الصلة بهذا النموذج والدخول في إنشاء نموذج فلسفي يضاهيه! ولعل هذا هو وضع المتفلسف العربي الذي يرى أن ثقافته القومية تكتسب من الصفات الإيجابية الخاصة ما يستوجب أن تتميز فلسفتها عن فلسفة الغير تميز ثقافته عن ثقافة هذا الغير، والذي يعلم على وجه القطع أيضا أن القدرة على الإبداع الفلسفي لا يمكن أن ترد على الثقافة القومية من خارجها، وإنما لابد من أن تنبعث من داخلها. وبناء على ذلك فإنه لا بد من الاجتهاد في إنشاء فلسفة خاصة بنا نحن العرب تختلف عن فلسفة أولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى إلى أن يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية.
978-9953-68-409-3 2129953684094
الفلسفة العربية
الاختلاف (فلسفة)
DS63.6 / .A23 2014
189.1 / ع ط ح
الحق العربي في الاختلاف الفلسفي / طه عبد الرحمن. - الطبعة الثالثة. - 211 صفحة ؛ 24 × 17 سم
ببليوجرافية : صفحة 205-211.
إنه من المعلوم أنه ليس في شعب المعرفة الإنسانية واحدة اختلف فيها أصحابها اختلاف الفلاسفة في شعبتهم ؛ فما أن يدعي أحدهم دعوى حتى يقوم إليه من يعترض وعليها، وما أن يسلك في فكره طريقا حتى يبرز من يعارضه بطريق غيرها، وما أن يقيم بناء نظريته على قواعد معينة، حتى يأتي من بعده من يتولى هدم هذا البناء من أساسه، وما زالت الدعاوي المتعارضة والمسالك المتضاربة والنظريات المتنازعة تستبد بالممارسة الفلسفية كلها، حتى عد بعضهم هذا الاختلاف بين المشتغلين بالفلسفة مثلبة في باب المعرفة لا تعد لها مثلبة، استهزأ منها البعض أو استنكرها البعض الآخر، فإذا جاز أن يقدم الاختلاف الشديد بين الفلاسفة المتعاطين للنموذج الفلسفي الغربي، فلم لا يجوز أن يبلغ هذا الاختلاف الفلسفي الغاية في الاشتداد، حتى أنه لا ينفع معه إلا قطع الصلة بهذا النموذج والدخول في إنشاء نموذج فلسفي يضاهيه! ولعل هذا هو وضع المتفلسف العربي الذي يرى أن ثقافته القومية تكتسب من الصفات الإيجابية الخاصة ما يستوجب أن تتميز فلسفتها عن فلسفة الغير تميز ثقافته عن ثقافة هذا الغير، والذي يعلم على وجه القطع أيضا أن القدرة على الإبداع الفلسفي لا يمكن أن ترد على الثقافة القومية من خارجها، وإنما لابد من أن تنبعث من داخلها. وبناء على ذلك فإنه لا بد من الاجتهاد في إنشاء فلسفة خاصة بنا نحن العرب تختلف عن فلسفة أولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى إلى أن يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية.
978-9953-68-409-3 2129953684094
الفلسفة العربية
الاختلاف (فلسفة)
DS63.6 / .A23 2014
189.1 / ع ط ح