صورة علي بن أبي طالب في المخيال العربي الإسلامي / د. عبيد خليفي.

هذا الكتاب هو في الأصل بحث دراسات معمقة بجامعة منوبة سنة 2005، نافشته لجنة : منصف عبد الجليل مشرفا، فرحات الإدريسي رئيسا، محمد الجويلي مقررا. وقد تم تطويره وتنقيحه بالزيادة والنقصان ليستوي في طبعته هذه كتابا.

تصميم الغلاف : الفنان رؤوف العرفاوي ؛ تنضيد داخلي : سعيد البقاعي ؛ صورة الغلاف : Ali and Aisha at the battle of th Camel, manuscript of the Rawdat al-safa.

ببليوجرافية : صفحة 267-277.

كانت جاذبية علي بن أبي طالب الأبهى بين رموز الإسلام التأسيسي، وكانت الأجدر لأنها لم تقطع مع مفهوم الفتوة "الجاهلية" والنبوة "التوحيدية"، فكان علي بطلا إشكاليا في التاريخ الإسلامي حين عبر عن المأزق الأخلاقي للضمير الإسلامي، فهو صاحب الحق المهزوم، المنتصر بصورته التي تعالت على التاريخ وحجزت صورتها في المخيال العربي الإسلامي ثرية بالعجيب الخلاب، وكان علي بن أبي طالب مدينا للسياسة التي جعلت منه مشروعا للحفاظ على الإرث التوحيدي في مواجهة المشاريع الواقعية التي جمعت بين العصبية القبلية وبين الانتهازية السياسية، بل إن تعاظم صورة علي في المخيال العربي الإسلامي كان مبنيا على نشأتها في الهامش من التاريخ الرسمي والنظام الرسمي. النص والحدث في بساطتهما لحظة التجلي الأول هما من حرك التاريخ مشحونا برموزه وأساطيره المؤسسة للمخيال، فذاك المخيال المشبع بالحكايات والخرافات في شكليها العامي والعالم، وهو الذي رسخ الدين اعتقادا وعقيدة، فأصبح المسلم يحتفل بالمعنى وبحامل المعنى، ولهذا تعالت صورة رموز الإسلام التأسيسي، بل إن تلك الشهادة التي تقرن اسم الرسول باسم الإله هي تعبير عن منزلة الإنسان في هذا الدين الجديد، وهو ما سيحاول المؤمن أن يرسخه بتقديس الصحابة في المجال السني، وتقديس علي وآل البيت في المجال الشيعي، علما وأن هذا التقديس يخفي بين طياته فروقا متمايزة أحيانا، فما بين الاحترام والتأليه يصنع المقدس في الذات الإسلامية، ولن تكتف الشهادة أثناء الدعاء بقرينة النبي محمد للذات الإلهية، بل سيضاف الصحابي لهذا التشريف قولا : "وعلى آله وصحبه"