حدود الفهم : دراسات سميولسانية في تدبير الاختلاف / عبد السلام إسماعيلي علوي.

ببليوجرفية : صفحة 159-167.

مجمل ما يسير العلاقات الاجتماعية يحكمه ثنائي الحاجة والاختلاف : حاجة تتأتى بامتداد مادي أو معرفي، واختلاف يتحدد بالاستقلال المادي أو المعرفي. وإذا كان ما اشتغل به المؤلف، في هذا الكتاب، هو الامتداد والاستقلال المعرفيين، فإن جوهره إجراء يتحدد بالموقف من الثلاثي الملتبس : (الحقيقة، الدلالة، المعنى)، ويمارس بكل أساليب التدليل والاستدلال، بما تسعه من فهم وسوء فهم، وبما يعروها من الادعاء والاعتراض، والإقناع والحجاج، والتفسير والتأويل، وقد صح لنا أنه إجراء يوجه ويدبر بكل أنواع المواضعات والتوافقات، بما فيها القوانين والأعراف واللغات، والتقاليد والطقوس والعادات، وكل الأنساق الثقافية التي من شأنها أن تقيم تجمعا أو تضمن انتماء. وإن هذا الكتاب، في أصل مبحثه وجوهر فلسفته، تدبر دقيق وفحص لسؤال المعنى عميق، السؤال الأهم الذي لا يفتأ يثيره الإنسان ويبسطه على نفسه، مستفهما عن الماهية والوجود، سؤال عما به تكون الأحياء والأشياء على نحو دون غيره، وسؤال خاصة عن سبل إدراكها والاستدلال على منطق وجودها ومدى حدودها.