الحضارة العربية قبل الإسلام / أسامة الجوهري.

يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية

يتناول الكتاب الحضارات التي ظهرت في الجزيرة العربية، وقد مهدت السبيل للدخول في موضوع الحضارات والدول العربية قبل الإسلام ببيان التقسيم الجغرافي الجزيرة العرب لدى الجغرافيين الكلاسيكيين من العرب في العصر الإسلامي، وما اصطلح عليه جغرافيو الإغريق والرومان الذي أفاد تاريخيا مثل بطليموس وبليني وصاحب كتاب (الدوران حول البحر الإريتري)، وغيرهم ممن ذكروا العرب في حولياتهم التاريخية ثم تقسيم العرب تاريخيا إلى عرب بائدة وعرابة ومستعربة وبيان باللغات السامية التي تدخل فيها اللغة العربية ضمن هذه العائلة اللغوية، وتطور شكل الكتابة العربية من الشكل الآرامي الذي اقتبسه الأنباط وعنهم أخذه عرب الحجاز ليتطور بالشكل الذي نراه في الرسم القرآن للكتابة العربية وما أدخله العرب من تطوير، ولماذا أتخذ عرب الحجاز الشكل النبطي ولم يأخذوا بالخط المسند لعرب الجنوب ثم أنتقل إلى الأقوام العربية التي ذكرت في القرآن أمثال عاد وثمود، بالإضافة إلى الكتابة الصفوية ودولة داديان ولحيان ومدين، التي عرفناها من لجوء نبي الله موسى- عليه السلام- إليهم عند خروجه من مصر بعد أن قتل المصري كما ذكر القرآن الكريم أنتقل بعد ذلك إلى دراسة دول شمال الجزيرة العربية ووسطها، مثل الأنباط وتدمر والحيرة والغساسنة ودولة كندة التي كانت من الأحاجي في التاريخ العربي، فهي نوع من الاتحاد والتحالف بين مجموعة من القبائل ثم أذكر الدول التي ظهرت في الجنوب العربي أو اليمن مثل معين وحضرموت وسبأ وحمير والحقيقة أن دول الجنوب لا يعرف معظم الناس عنها إلا القليل وربما نعرف الاسم فقط، وقد وجدت في اليمن لبقائي فيها سبعة أعوام أقوم بتدريس اللغة الإنجليزية، وقد سنحت لي الفرصة أن أقوم بتدريس مادتي الجغرافيا والتاريخ لطلبة الثانوي الأمر الذي جعلني أعشق اليمن وحضارته التليدة وقد كنت أداوم على شراء وقراءة مجلة خاصة بالآثار اليمنية تصدر هناك مما أطلعني على المزيد من الداتا الخاصة بالموضوع، وقد شاهدت صهاريج المياه الضخمة في عدن في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين إن عرب الجنوب سادة المحيط الهندي وجزء من عالمه كما أن عرب الشمال جزء من عالم البحر المتوسط، وقد كانت التجربة الحضارية لشمال الجزيرة العربية لوقوعها بين الحضارتين الفارسية والرومانية أمرا لا يمكن إغفاله، فنرى في الحيرة والغساسنة تأثير الفرس والروم لتشكل حضارة انصهرت فيها كل المكونات الحضارية لعالم الشرق والغرب مع المؤثرات الأمر الذي أنتج في النهاية الحضارة الإسلامية التي خرج بها العرب مسترشدين بالقرآن والتعاليم النبوية في الجانب الثقافي والكتاب كما قلت في المقدمة بانوراما للدول والحضارات التي طورتها المنطقة التي يطلق عليها الجزيرة العربية.